فرنسا غاضبة من حرق علمها في مستعمراتها السابقة

أبدت فرسنا غضبها وتفاجئها من إحراق علمها الوطني في عدة دول، وتحديدا بافريقيا؛ حيث العدد الأكبر من مستعمراتها السابقة.

وذلك خلال مظاهرات معظمها نظم أول أمس الجمعة، احتجاجا على الرسوم الكاريكاتورية الساخرة من النبي محمد صلى الله عليه وسلم في أسبوعية “شارلي ايبدو” الفرنسية.
وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أمس السبت، ردا على أسئلة صحافيين حول إحراق العلم الفرنسي “لم ننته بعد من تلك التصرفات، ويجب معاقبتها لأنها غير مقبولة عندما تقع في فرنسا وحتى في الخارج”.
وأردف قائلا “لقد دعمنا هذه البلدان في معاركها ضد الإرهاب.. مازلت أريد التعبير عن تضامني معهم، لكن في الوقت ذاته فان فرنسا لها مبادئها وقيمها ولا سيما حرية التعبير”.
وأضاف هولاند خلال زيارته لمدينة تول الجنوبية التي تمثل أحد معاقله، “هناك توترات بالخارج؛ حيث لا يعي الناس ارتباطنا بحرية التعبير. شهدنا الاحتجاجات وأود أن أقول أن جميع العقائد تحظى بالاحترام في فرنسا”.
وارتفعت شعبية الرئيس الفرنسي بشكل كبير، في استطلاع للرأي لتعامله مع الهجمات حيث قفزت شعبيته إلى أعلى مستوى في نحو عام ونصف.
وارتفعت إلى 34 في المائة بدل 24 في المائة قبل الهجمات، وفقا لاستطلاع “بي.في.ايه” الذي نشرت نتائجه أمس. وشهدت كل الدول الإسلامية تقريبا، وكذلك الدول ذات الحضور الإسلامي الكبير (مثل الهند) تظاهرات بمئات الآلاف بعد صلاة الجمعة، في حين كانت مظاهرات المسلمين في بلدان افريقيا لافتة، حيث أحرق العلم الفرنسي، وكانت المرة الأولى في بعض البلدان؛ منذ استقلالها عن فرنسا في ستينات القرن الماضي.
وشهدت عدة دول افريقية من المستعمرات الفرنسية السابقة مظاهرات كبيرة، أبرزها الجزائر وموريتانيا والسنغال ومالي والنيجر .
وفي موريتانيا خرج آلاف المتظاهرين، قالت وكالة الصحافة الفرنسية (فرانس برس) إنهم قُدروا بـ 30 ألفا، رافعين شعارات تعبر عن غضبهم من الرسوم، وحبهم للرسول محمد صلى الله عليه وسلم. وأحرق المحتجون العلم الفرنسي، وحاول عدد منهم التوجه إلى السفارة الفرنسية.
وفي الجزائر، أصيب عدد من أفراد الشرطة في اشتباكات مع المحتجين الغاضبين من رسوم “شارلي ايبدو” في الجزائر العاصمة بعد اندلاع أعمال شغب في نهاية مسيرة احتجاج. رفع خلالها المتظاهرون شعارات منها “أنا أتبع محمدا صلى الله عليه وسلم” و”إياكم والمساس بنبينا”.
وفي العاصمة السنغالية داكار خرج آلاف المتظاهرون، وأحرقوا العلم الفرنسي ومزقوه، ورفعوا شعارات منها “أنا أحب رسول الله محمد”. و”أنا لست شارلي. ولا للإساءة للأنبياء عليهم السلام” و”أنا أحب النبي محمد صلى الله عليه وسلم. ولتذهب شارلي إلى الجحيم”.
وذلك ضمن موجة غضب عارمة عبر عنها الرئيس مكي صال برفضه المطلق لأي إساءة لرسول الإسلام (صلى الله عليه وسلم).
ومنعت وزارة الداخلية نشر وتوزيع “شارلي ايبدو” يوم صدورها، وكذلك يومية “ليبراسيون” الفرنسية.

وفي مالي خرج الآلاف في باماكو الجمعة احتجاجا على الرسوم ورفعوا شعارات بالعربية والفرنسية منها “أنا لست شارلي، ولست ارهابيا. أنا مسلم” و”أنا لست شارلي” و”ابراهيما بوبكر كيتا شارلي”. و “لا للإساءة لأنبياء الله””.

وأما في النيجر فقد تطورت الاحتاجات إلى أعمال عنف واسعة في نيامي وزيندر وأحرق عدد من الكنائس والمراكز الثقافية الفرنسية ، كما توفي عدد من الأشخص وجرح آخرون في الحوادث التي وقعت هناك.

وكالات

Exit mobile version