عندما نتحدث عن التاريخ ينبغي أن نتخلي عن حذر الدبلوماسي ولباقة السياسي وحرصه علي تأليف القلوب وأن نسمي الأشياء بأسمائها.
كنا نود أن نعرف التفاصيل وأن نعرف الأسماء وأن يفسر لناالأستاذ جميل بعض الأحداث تفسيرا أكثر وضوحا مثل أعترافات 1994 إلا أن كل ذلك ظل ناقصا.
فيما يخصني ذكرني الأستاذ جميل بصفتي ابن خالته كأنني لا أحمل إسما مع أنني أنا الذي إكتسبته للتيار الناصري عندما وجدته مترددا بين التيار البعثي والتيار الناصري وكان ذلك في السنة الثانية من المرحلة الإعدادية ولكنني مرضت في نهاية السنة فخلا الجو لصديقنا المصطفي ولد محمدن وكان يحوم حوله فاكتسبه للإخوان كان جميل بعد ذلك يقول لي الحمدلله علي مرضك تلك السنة.
أما ليلة هروبه من السجن فقد اتجه جميل إلي منزل أحمد معلوم في تيارت ولم يكن يبعد كثير ا عن المكان الذي يوجد فيه السجناء فلما لم يجده اتجه مباشرة إلي منزلي في دار النعيم وقد وصل إليه في الثالثة والنصف ليلا تقريبا دق نافذة غرفة النوم فقلت من هنالك فقال المصطفي إفتح الباب فعرفت صوت الرجل فلما دخل بدأت ألومه قائلا ماهذه التصريحات ماهذه الاعترافات فأجابني فبركون فبركون فبركون.
جلس بجانبي وكان يحمل ألة حلاقة فحلق لحيته وشاربه فتحول إلي مراهق فالعشرينيات حتي أنا لم أعرفه ثم أعطاني أوراقا كانت لديه أمانة ولم أنظر فيها حتي سلمتها له بعد ذلك.
في اليوم الموالي أقترحت علي أختي الني منت لكليب وعبدالرحمن ولد منصور مواصة حمل الطعام إلي السجن لكي لاتعرف الشرطة أنا قد عرفنا بفرار جميل لأن الشرطة في تلك الأيام كانت تعتقل الأسرة بكاملها حتي يسلم المطلوب نفسه
كما أن الأستاذ جميل قد تجاوز مراحل لم يذكرها مثل الحوارات الطلابية التي دارت في الجامعة حول موضوع الوحدة الوطنية والتي كان يمثل فيها التيار الليبرالي عبدالله ولد كبد سفيرنا الآن في البرازيل ويمثل التيار البعثي ولد الراظي وكنت أمثل فيها التيار الناصري وكان جميل يمثل فيها التيار الإسلامي ولاأتذكر ممثل الطلاب الزنوج فيها أو ممثل اليسار هذه الحوارات حدثت 1989 وبعدها مباشرة ستحدث الإعتقالات الطلابية التي كان جميل أحد المطاردين فيها.
هذه وقائع أردت سردها لإكمال شهادة الأستاذ جميل وتوضيح بعض جوانبها ولو أن كل شخص عايش بعض تلك الأحداث علق عليها لتكاملت الوقائع وتم سد الفراغات.
من صفحة الكاتب على الفيس بوك