زيارة وفد الكونغرس الأمريكي إلى انواكشوط ..تقارب دبلوماسي مع موريتانيا أم منافسة على النفوذ فى الساحل / تحليل

استقبل وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والموريتانيين في الخارج، محمد سالم ولد مرزوك، اليوم الخميس ، 21 أغشت 2025 , وفدًا أميركيًا يضم جون توماشيفسكي، كبير الموظفين بدائرة شؤون إفريقيا في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي، مرفوقًا بجون آيس، القائم بالأعمال بالسفارة الأميركية في نواكشوط.

اللقاء تناول سبل دفع التعاون بين نواكشوط وواشنطن في سياق إقليمي يتسم بتصاعد التحديات الأمنية والسياسية في منطقة الساحل، حيث شدد الوزير على عناصر الجذب التي تراهن عليها بلاده مثل الاستقرار السياسي ومناخ الاستثمار، فيما أكد المسؤول الأميركي اهتمام الكونغرس بمتابعة العلاقات الثنائية عبر التشاور الدائم مع الأجهزة التنفيذية.

العلاقات الموريتانية – الأميركية شهدت خلال السنوات الأخيرة تطورًا ملحوظًا، تجلى في مشاركة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني في القمة الأميركية – الإفريقية بواشنطن، التي أرادت من خلالها الإدارة الأميركية إعادة تموضعها في القارة لمواجهة نفوذ قوى أخرى كالصين وروسيا.

وتُعتبر موريتانيا بالنسبة لواشنطن شريكًا مهمًا في قضايا مكافحة الإرهاب في الساحل، بالنظر إلى دورها في ضبط حدودها الطويلة مع مالي واعتمادها مقاربة أمنية تمزج بين التنمية والتدخل العسكري الوقائي، بينما تسعى نواكشوط إلى استقطاب دعم اقتصادي واستثماري أميركي يخفف من تبعيتها التقليدية للشركاء الأوروبيين.

وعلى الرغم من أن اللقاء لا يحمل عادة قرارات حاسمة، فإنه يعكس رغبة متبادلة في توسيع دائرة التعاون من البعد الأمني إلى ملفات اقتصادية واستثمارية، كما يكشف عن إدراك أميركي متزايد بأن الاستقرار النسبي لموريتانيا يجعلها نقطة ارتكاز محتملة في منطقة مضطربة، فيما تحاول نواكشوط الاستفادة من هذا الاهتمام لتعزيز موقعها التفاوضي وتثبيت صورتها كوسيط إقليمي قادر على لعب دور في قضايا الساحل وغرب إفريقيا.

أنباء انفو

 

 

Exit mobile version