تحتضن العاصمة الأمريكية يوم الأربعاء 9يوليو2025 , أول قمة تجمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد فوزه بولاية ثانية مع 5 من القادة الأفارقة، يتقدمهم رئيس موريتانيا محمد ولد الشيخ الغزواني،الزعيم العربي الوحيد المدعو إلى هذا الحدث، في دلالة رمزية قوية على مكانة الرجل في التوازنات الإقليمية والدولية، وعلى طبيعة الدور الذي تعول عليه قوى كبرى، من بينها الولايات المتحدة، في ملفات معقدة كتلك المتعلقة بالساحل .
قمة واشنطن بين 5 زعماء أفارقة والرئيس اترامب الذى لم يزر أفريقيا طيلة ولايته الأولى،ما يمنحها بعداً سياسياً خاصاً، ويعكس تحولا في أولويات الإدارة الأمريكية تجاه القارة، وخصوصا منطقة الساحل الغنية بالمعادن الحيوية والمثقلة بالتحديات الأمنية.
قمة يتوقع أن تركز على فرص الشراكة الاقتصادية، لاسيما في قطاعات الطاقة والمعادن، إضافة إلى ملفات الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب، وهي مجالات تتقاطع فيها المصالح الأمريكية مع تحالفات قائمة أو محتملة في الإقليم.
ولاشك أن دوائر القرار السياسي فى جارة موريتانيا الشمالية (المغرب)، تتابع الحدث بكثير من الاهتمام، ليس فقط لما يحمله من أبعاد دولية، بل لأن الحضور الموريتاني رفيع المستوى في هذه القمة يشكل، من منظور مغربي، نافذة جديدة لتعزيز التقارب مع واشنطن في ملفات تمس المصالح المغربية المباشرة، وعلى رأسها قضية الصحراء.
محللون وكتاب مقالات ، أجمعوا على أن مشاركة رئيس موريتانيا محمد ولد الشيخ الغزواني، تمنح الرباط فرصة غير مباشرة لإيصال رسائلها إلى الإدارة الأمريكية، من خلال قناة يصفها البعض بـ”الموثوقة والمحايدة”، في إشارة إلى الموقف الموريتاني التقليدي القائم على الحياد الإيجابي، والذي لا يصطدم صراحة بمصالح المغرب، لكنه لا ينخرط أيضًا في دعمه بشكل معلن، ما يمنحه هامشاً دبلوماسياً يجعل منه فاعلاً مقبولاً من مختلف الأطراف .
كما أن التقارب الحاصل فى العلاقات بين الرباط وانواكشوط والذي بلغ ذروته بلقاء الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني مع الملك محمد السادس، في الدار البيضاء، يمثل خلفية أساسية لفهم الرهانات المغربية التى تعول كثيرا على المواقف الموريتانية.
ذلك أن المغرب يرى في موريتانيا شريكاً محورياً في معادلة الاستقرار جنوب الصحراء، وحضورها النشط في المنتديات الدولية، ومشاركتها اليوم فى القمة الأمريكية سيعزز -من وجهة نظره – فرص تحقيق توازنات جديدة في مقاربة واشنطن لقضايا الإقليم.
وإذا كانت الدعوة للقمة جاءت مفاجئة، في ظل وجود تحضيرات جارية لعقد قمة أمريكية أفريقية موسعة في نيويورك في سبتمبر 2025، ، إلا أن الولايات المتحدة تسعى لبناء علاقة خاصة مع موريتانيا صاحبة الدور المحوري فى منطقة تتنافس عليها قوى دولية متصارعة مثل الصين وروسيا.
نتيجة لذلك كله تتجاوز مشاركة رئيس موريتانيا محمد ولد الشيخ الغزواني فى قمة اشنطن ، الأبعاد لبروتوكولية لتصل إلى أبعاد استراتيجية تستمد قوتها من التموقع المدروس لرئيس يحظى باحترام دولي متزايد، وتراهن عليه أطراف إقليمية، خصوصاً المغرب، التى ترى فيه امتدادًا لصوتها في دوائر القرار الأمريكية، ضمن رؤية شاملة تعيد ترتيب أوراق النفوذ والتأثير في منطقة باتت تحظى باهتمام غير مسبوق من قوى كبرى فى العالم.
أنباء انفو