الدعم المشروط …/ محمد ولد سيدي عبد الله

كنت أعتقد أن مفردات الانتساب، والانضواء، والدعم، والانخراط، والولاء مرتبطة بقرارات يتخذها الفرد أو تتبناها الجماعة بعد دراسة وتأمل، وأن هذه القرارات حين تُتَّخذ يصبح الشخص أو الجماعة رهن القرارات التي تُصدرها الهيئة التي أرضتهم ورضيت بهم.
هذا هو المبدأ المعمول به عند أهل السياسة، وهو منهج المنتسبين للأحزاب السياسية في كل بقاع الدنيا، أما الاشتراط على الأحزاب، وانتقاد قراراتها وتوجُهاتها، فهو بمثابة التحلل من قرار الانتساب لها.
وتجافي المغاضبة -خارج قاعات المداولة- مفهوم الولاء للأحزاب والتيارات الفكرية، لأنها تسفيه لمخرجات عمل هيئاتها العليا، واندفاع خلف الرغبة، وتحلل صريح من إرادة الأحزاب وقراراتها .
الأحزاب بالمقابل مطالبة بدراسة قراراتها وتأسيس اختياراتها، حتى تخرج معضدة بمبررات يرتاح لها المناضلون، وتسبي المتابعين من غير المنتسبين.
وأيا كانت مجانفة اختيارات المرشحين لرغبة المنتسبين ومجافاتها لانتظارات بعضهم؛ فإن ذلك لا يُسوّغ اتخاذ إجراء يحيل إلى المغاضبة، أو يشي بعدم الرضى.
علينا كإنصافيين أن نلتزم بقرارات حزب أجمعنا قبل ثلاث سنوات على تحديد مرجعيته، وقررنا أن ننخرط في صفوفه دون أن نشترط أمرا، أما أصحاب البيانات والتصرفات المُلوّحة بمعارضة مرشحي الحرب، والمنوهة في ذات الوقت بدعم مرجعية، فعليهم مطابقة مسارهم مع منطق أهل السياسة ومقتضيات الانتساب للأحزاب.

محمد ولد سيدي عبد الله

Exit mobile version