الحلقة الأولى من تجربتي في أروبا طيلة 12سنة.. / سيدي محمد دباد

في يوم 22/08/2011غادرت مطار نواكشوط عبر الخطوط التونسية متجها إلى فرنسا،مخلفا ورائي أبي رحمه الله الذي كان يعاني من أورام سرطانية في مرحلة متقدمة ورغم حالته الصحية ووضعيته الخطيرة فقد أرغمتني بعض الظروف القاهرة على ركوب أهوال الغربة في عملية أشبه بإسعاف ذاتي! بعدماعانيت في مستشفيات وطني من معاناة سبق أن سطرت جلها في كتاب “رحلتي”..
غادرت المطار مساء وفي وقت متأخر من اليل وصلت تونس العاصمة، وفي الصباح الباكر ذهبت إلى المطار وكانت تونس وقتئذ مضطربة نتيجة لتداعيات ما بعد الثورة، فوجدنا عمال الصيانة مضربين وتسبب ذلك في تأخير الرحلة عن الوقت المحدد حتى المساء غادرنا بحمدالله مطار تونس بعد يوم طويل من الترقب وعدم الإطمئنان ، استغرقت الرحلة أقل من ساعتين ووصلنا ليلا مطار شارل ديكول وكنت في غاية الإرهاق، أخذت سيارة أجرة حطتني عند فندق لمغاربة حجزت غرفة في الطابق العاشر ،وبعد أن جمعت العشائين أخلدت للنوم ولم أصح إلا في حدود العاشرة صباحا، اتصلت بالرجل الشهم الخدوم سيدي محمد ولد محمد الامين ولد أمين فجاءني من حينه وذهبنا إلى بيت كريم يضم كلا من المرحوم الفاضل محمد الأمين ولد أهل الداه والاخ الكريم عبد الرحمن ولد الحسين في منطقة مانت لاجولي وهي منطقة جميلة في ضواحي باريس تبعد من العاصمة الفرنسية حوالي 40kmتأسست هذه المدينة بتاريخ 01/01/1930 وصلتها عن طريق القطار وكنت في طريقي ألتفت يمينا وشمالا أشاهد الأنهار والمناظر الخضراء الجميلة وحينها تذكرت قصيدة البيضاوي ولد أمانة الله اليوسفي (باشا تاردانت) التي يقول فيها، مَـن جَـاءَ بَـارِيـس واسـتَـجلَى رَوَائِعَهَا#ولَم يَـــغُـــضَّ مِــنَ الطَّرَفَــيــنِ وَيــلَتَهُ*
فَــكَـم قَـتِـيـلٍ بِهَـا يَـمـشِـي عَـلَى قَـدَمٍ # لأَنَّ عــيــنَ المَهَــا أَحــسَــنَّ قَــتــلَتَهُ!.
ولاشك أن في هذه البلاد ما يقال من جمال الطبيعة وجمال العمران .. ولنا مقال آخر مع ابن عمه محمدي ولد أحمد فال وفيه ماهو أحب إلينا من هذا كله، حيث قال:ولم تسلن مصر وزهو نعيمها ** ولم يسلن منها سرير ولا كرسي..

أغلب سكان هذه المنطقة من الأجانب الوافدين من شمال إفريقيا وبعض من رعايا افريقيا جنوب الصحراء.. قضيت فيها إسبوعا مع إخوة أفاضل ..
وإلى حلقة أخرى بحول الله ألقاكم على خير.
سيدي محمد دباد 21/06/2022

Exit mobile version