“سكداليُّ موريتانيا” / محمد محمود احمد زيدان

كنت ممن أعجب بكتب د. حماه الله بن السالم البوساتي أيما إعجاب .حتى أني كنت اول شخص في السعودية – حسب علمي- يقتني تحقيقه للحسوة البيسانية فعكفت على قراءتها بشغف المحب ، ولهف المشوق. وكنت قبلُ قد اطلعت على ما اختلقه المدعو محمد رضا السكدالي الجزائري من مخطوطات -لم يخطها بشر- ينفي فيها نسب بني معقل للجعافرة ، ووفقت على رد النسابتين الشريفين على تزويره ورد كيده في نحره .
ذاك الكويتيُ عبد الرحمن الأعرجي الحسيني وذا محمد نعمان الجعفري الأردني .
فلم يرعني إلا دكتورنا البحاثة صاحب القلم السيال ” سكدالي موريتانيا ” تقع عينه عليها في الشبكة العنكبوتية
فطار بها فرحا،وتراقصت حروف قلمه الممشوق مرحا،أذ وقف على مالم يقف عليه الأوائل، وغاب عن نسابة زمانه القلائل .
فكأن القدر خبأها له ، وأسعفه الزمان بها.
فصير شك ابن خلدون يقينا، وتردده في نفي نسب القوم حقيقة لامدفع لها
وواقعا لا مناص عنه وأجلب على ذلك بخيله ورجله، وجمع له قضه وقضيضه.
وفات محققنا الألمعي، ومدققنا اللوذعي أن القدر لم يخبئ له -حقيقة- سوى تعب البحث ، وخيبة التحصيل . وأن الزمان أدار له ظهر المجنِّ فلم يسعفه إلا بفضح عوار ماسطرته يراعه .
فكان كما قالت عئشة رضي الله عنها وعن أبيها وصلى الله على بعلها ونبيها لأبي سلمة بن عبد الرحمن : ما مثلك ومثل ابن عباس إلا كمثل الفروج سمع الديكة تصيح فصاح بصياحا.
وقديما قيل:”لهوى النفوس سريرة لا تعلم”
“حسد حملتُه من أجلها * وقديما كان في الناس الحسد”
كنت هممت بكليمات انصح فيها اخينا وتمتمات اهمس بها في اوذنه لعلها تصحح مسار دعواه ،وترشد تحقيقه وفحواه.
فكفاني مؤونة ذلك صديقنا المفضال د. محمد سيدي مهدي . فأشفى العليل وأبرد الغليل -فشكر الله له ذلك- بردود ظاهرها العتب وباطنها التصويب لا العطب.
أتت على بنيان تحقيقه المزعوم من ساسه، وشطر مفلق مسلماته الموهومة بفاسه .بأدم جم تمده الخبرة التامة،وأسلوب أنيق تفهمه الخاصة والعامة.
أذلسان حاله يقول :
“لأدفع عن مآثر صالحات*وأحميَ بعد عن عرض صحيح”
فجزاه الله عنا خيرا .
أسأل الله الهداية للجميع وللدكتورحماه الله الرجوع الى الحق فالحق قديم- لايسقط بالتقادم – إذ هو فضيلة ، كما التمادي في الباطل عين الباطل .

هذه حسوة مججتها
إذ مججت الحسوة
وماكانت ممجوجة.

المعذرة إن كنت قسيت والصفح عن ما بدر فما ابتعت لكن اتسيت.

سبحانك اللهم وبحمد أشهد ألا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك.

محمد محمود احمد زيدان
مكة حرسها الله
١٤٤٢/٦/١

Exit mobile version