ما هكذا تبنى الدول يا نظامنا.. ما هكذا تقوم الأمم.. ما هكذا يكون العدل / بناهي بناهي

لا صوت يعلوا فوق المكاء و التصدية .. ، و لا سيف الا ذو الفقار .. نقع المتزلفين يملا سماء الوطن الجريح … الارادات المقهورة … و شباب الزيف و البهتان … ، باتت تشكل خيوطا و اساطير ضمن حكايات الضغط و النزيف التي تثخن في خاصرة أمة تذوب و تعاني .

انطلق المساكين رغم الفقر و العطش و البطالة … ، و اندفعت امواج الجياع  .. و تقاطر المرضى و المجانين .. وشمر اللصوص عن سواعد الجد … ، و خاض الجميع بشراهة معركة الرذيلة .. ، و جثا فيها القياصرة يقبلون أقدام وزير تربع في الزمن الخطإ على مالية الشعب … ، يلتمسون الغفران و يجهدون بالبذر و  الاستثمار على انقاض وطن جريح … .

في حقبة الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، قررت وزارة التجهيز تطبيق قانون السير حفاظا على أرواح وممتلكات المواطنين، لكن سرعان ما تراجعت السلطات تحت ضغط واحتجاجات الذين يعتاشون من الحالة الموريتانية.
وهكذا تم وأد محاولة أن لانكون في موريتانيا سريعا.. هناك متلازمة حتى الأجانب يرددونها نكاية، فحين تعيب على أحدهم تصرفا مخالفا لضوابط المرور يأتي رده صاعقا: (نحن امالنا في موريتاني).

مظاهر مقززة ومؤلمة، تعطي الانطباع يقينا أننا بعد أزيد من ستين سنة، لازلنا مجرد رعاة من البدو لايقيمون للمدنية والحضارة وزنا.

ففي كل ملتقى طرق ترى بأم عينك أصحاب سيارات ومركبات (الأجرة) بجميع أصنافها وأحجامها، يفرضون إرادتهم القوية بعرقلة حركة المرور وتجاوز الطابور وخلق طابور ثالث الأمر الذي يمنعه قانون السير، وفي منتصف الطريق يحتل المتسولون المساحة الضيقة المتبقية، أحدهم وهو معاق بالكاد يمكن لأصحاب السيارات المرتفعة ملاحظته، ناشدته أن يخرج من بين السيارت حتى لايعرض حياته للخطر فجاء رده هادئا مؤدبا “طير”.

سيدي الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني أكاد أجزم بأن ما يحدث لايعدو أن يكون جزءا من صناعة الفشل والسخرية منكم ومن برنامجكم ومأموريتكم، لأن ما يشهده الشارع العام صورة عاكسة للواقع ولجميع مرافق الدولة.

لقد حان الوقت لاستعادة هيبة الدولة وفرض احترام القوانين والتعامل مع الخارجين عليه بصرامة.

فما هكذا تبنى الدول يا نظامنا.. ما هكذا تقوم الأمم.. ما هكذا يكون العدل والإنصاف

بناهي بناهي / ناشط شبابي

Exit mobile version