مشكلة عزيز التي لاتعرفها الناس

مشكلة عزيز الحقيقية التي لا تعرفها الناس وهي التي تحول بينه والتشاور مع معاونيه وشركائه السياسيين ، وتحول بينه والدخول في حوار جدي مع المعارضة يقضي على الأزمة السياسية ،هي أنه يريد السيطرة على مستقبل البلد مثل ما يسيطر على حاضره، والهدف هو إمتصاص ثروة الغاز من جهة، والتغطية على التناقض المشين بين شعار محاربة الفساد وممارسة الفساد من جهة ثانية ، وكل ذلك هو مصدره الوحيد في البلد . وهكذا ظل عزيز ينفر من الجديين من الناس، وكذلك يعرض صفحا عن أي عمل أو تصور يراد به الوصول إلى ٢٠١٩ بصورة تكون فيها فرصة التناوب واضحة . وطريقته الوحيدة في الإستمرار والسيطرة- التي لن تدوم قطعا – الهروب عن الناس و إزدراء الأحداث والأوضاع المزرية للمواطنين وإحتقار النخب العسكرية والمدنية معارضة كانت أو موالاة أو غير ذلك ،ويتجاهل المؤشرات والأوضاع على نحو يثير الإندهاش، وهذه وضعية لا يمكنها أن تستمر كما لا يمكن لأهل البلد الحقيقيين أن يتركوه رحمة لعزيز الذي إذا لم يستمر في السيطرة على البلد لن يبقى فيه ، وهكذا صار كل البلد مرهونا بخيارات عزيز وهذا غير منطقي، فلابد من مخرج ولا بد من التصدي لهذه السيطرة العمياء التي لاتوجد لها مرجعية، ولابد من إشراك أهل البلد في أمور قد تنسف بلدهم ،ولابد من تحمل المسؤوليات .البلد ينحدر نحو الهاوية وليس باستطاعة أحد أن ينكر ذلك ولا أن ينكر التسيير الأهوج لخيارات السلم فيه ، لابد من أن نغتنم البصيص المتبقى للسلم الأهلي لكي نعود بالبلد إلى منطقة الأمان ، وذلك بحهود كل أهل البلد دون إستثناء ودون أي نوع من الإستهداف أو تصفية الحسابات، لكن بأن يتيقن عزيز ورهطه بأننا لسنا فقط ملكية خاصة لهم وبأن هذه البلد تمت حماية حدوده الحالية منذ ألف سنة بالعصي والسيوف والكشامات والجوع والعري والمشي على الأقدام ومواجهة الشوك والبرد والحر والحيوانات المفترسة والحيات وكل أنواع المخاطر ، أي هناك مسؤولية جماعية ،ويكفي عشر سنوات من الظلم والتهميش ،والقرار الارتجالي الفردي فقد بلغ السيل الزبى،والشيء إذا بلغ الحد إنتهى.

تدوينة للكاتب االصحفي محمد محمود ولد بكار

Exit mobile version